- 2025-08-14
أفريقيا
أفريقيا
على الرغم من وفرة موارد المياه العذبة في أفريقيا، إلا أنها تواجه أزمات مائية حادة. ويفاقم التوزيع غير المتكافئ، وسوء الإدارة، وتأثير تغير المناخ هذه المشكلة، مما يؤدي إلى نقص في المياه يؤثر على ملايين الأشخاص، ويصاحبه تحديات صحية واقتصادية.
فيما يلي القضايا الرئيسية بالتفصيل:
موارد المياه وتوزيعها:
تتمتع أفريقيا بوفرة موارد المياه العذبة، بما في ذلك أنهار رئيسية مثل النيل والكونغو وزامبيزي، بالإضافة إلى بحيرات كبيرة مثل بحيرة فيكتوريا.
ومع ذلك، فإن حوالي ثلثي القارة الأفريقية يعيش في ظروف قاحلة أو شبه قاحلة، مما يُبرز التوزيع غير المتكافئ لهذه الموارد.
تتركز غالبية موارد المياه في أفريقيا في عدد قليل من البلدان، بينما تواجه العديد من البلدان الأخرى نقصًا حادًا في المياه.
على سبيل المثال، يُعد حوض الكونغو، الذي يحتوي على 30% من موارد المياه في أفريقيا، موطنًا لـ 10% فقط من سكان القارة.
ندرة المياه وآثارها:
يفتقر أكثر من نصف سكان أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى إلى مياه شرب آمنة.
يُقدّر أن 160 مليون شخص في أفريقيا يعيشون في بيئات تعاني من ندرة المياه.
تؤثر مشاكل ندرة المياه بشكل خاص على المناطق الريفية، حيث تقلّ فرص الحصول على خدمات إمدادات المياه الأساسية بشكل عام عنها في المناطق الحضرية.
أدى تغير المناخ إلى زيادة وتيرة الجفاف والفيضانات، مما أدى إلى تفاقم أزمات المياه وتأثيرها على جودة المياه وكميتها.
تُلقي ندرة المياه عبئًا على النساء والأطفال، الذين غالبًا ما يقضون وقتًا وجهدًا كبيرين في جلب المياه من مصادر بعيدة، مما يؤثر على تعليمهم وفرصهم الاقتصادية.
تنتشر الأمراض المنقولة بالمياه، مثل الكوليرا، بشكل أكبر في المناطق التي تعاني من سوء الصرف الصحي ونقص الوصول إلى مياه شرب آمنة.
الاستجابة للأزمة:
يُعد تحسين ممارسات إدارة موارد المياه أمرًا بالغ الأهمية لمعالجة اختلالات التوزيع وضمان الوصول العادل إلى المياه.
كما يُعد الاستثمار في البنية التحتية للمياه، بما في ذلك أنظمة معالجة المياه وتوزيعها، أمرًا بالغ الأهمية.
يُعدّ تعزيز ترشيد استخدام المياه وكفاءة استخدامها أمرًا بالغ الأهمية.
إنّ معالجة آثار تغيّر المناخ وتعزيز القدرة على التكيّف مع الظواهر الجوية المتطرفة أمرٌ بالغ الأهمية لضمان الأمن المائي.
بالإضافة إلى مبادرات توفير المياه، يُعدّ تحسين الصرف الصحي والنظافة الشخصية أمرًا بالغ الأهمية أيضًا.
يهدف برنامج المبادرة الأفريقية للمياه (AIP) إلى حشد الاستثمارات، وتشجيع التمويل المبتكر، وضمان الأمن المائي في أفريقيا.
تُعدّ أزمة المياه في أفريقيا قضيةً معقدةً وواسعة النطاق. وتتطلب معالجة هذه الأزمة نهجًا متعدد الجوانب، يشمل تحسين إدارة موارد المياه، وتطوير البنية التحتية، وتعزيز القدرة على التكيّف مع تغير المناخ، والعمل على ضمان حصول الجميع على مياه شرب آمنة.
أزمة المياه الأفريقية: اختلال الوفرة
موارد المياه وخصائص توزيعها
تُعدّ القارة الأفريقية موطنًا لموارد مياه عذبة مذهلة، حيث يتعرج نهر النيل ليغذي الحضارات القديمة، ويتدفق نهر الكونغو بقوة بدائية، ويتدفق نهر زامبيزي بقوة طبيعية، وتتألق بحيرة فيكتوريا كجوهرة زرقاء مغروسة في الأرض. ومع ذلك، تعاني هذه الأرض الخصبة من انقسامات قاسية - فحوالي ثلثي أراضيها يلفها الجفاف. وتكمن التناقضات الأعمق في أن حوض الكونغو، الذي يحتوي على 30% من موارد المياه العذبة في أفريقيا، لا يعول سوى 10% من سكانه، بينما لا تزال القرى الواقعة على أطراف الصحراء الكبرى تنتظر هطول الأمطار، بأوانيها الفخارية المتشققة تنتظر موسم البركة.
تحديات نقص المياه
في مناطق جنوب الصحراء الكبرى، يعاني أكثر من نصف الأسر يوميًا من مصادر مياه غير آمنة. يستيقظ أكثر من 160 مليون شخص على العطش، ويشاهدون الأطفال يرفعون دلاء الماء العكرة بأيادي نحيلة. ومع زعزعة الأحوال الجوية القاسية للإيقاعات الطبيعية، تتناوب مجاري الأنهار المتشققة والفيضانات على الدمار، مع انتشار بكتيريا الكوليرا في المستوطنات المشبعة بالمياه. بالنسبة للنساء الريفيات، تستغرق رحلة البحث عن الماء ساعات طويلة من الفجر إلى الظهر، حيث تحمل ظهورهن المنحنية ثقل أباريق الماء، بالإضافة إلى عبء بناتهن غير المتعلمات وحقولهن القاحلة.
الطريق إلى كسر الجمود: العمل التعاوني
لمواجهة هذه الأزمة المعقدة، يجب أن تكون الجهود متعددة الجوانب:
تجديد شريان الحياة المائي: التعاون عبر أحواض الأنهار الحدودية وآبار المياه التي تديرها المجتمعات المحلية لإيصال صوت المياه المتدفقة إلى القرى المنكوبة بالجفاف.
نسج شبكة مياه حديثة: محطات تنقية مياه نموذجية تنبت كالواحات، مع مضخات تعمل بالطاقة الشمسية لتوصيل مياه الآبار العذبة إلى القرى الواقعة على سفوح المنحدرات.
بناء خط دفاعي مناخي: تحجز مصاطب إثيوبيا الأمطار الغزيرة، بينما تتدفق التيارات الجوفية في سدود مالي بهدوء خلال موسم الجفاف.
حماية الحياة والصحة: الجمع بين التثقيف الصحي ومعدات تنقية المياه يقطع سلسلة انتقال الكوليرا.